في تصريحات مفاجئة، كشف النجم البلجيكي المخضرم كيفين دي بروين، صانع ألعاب فريق مانشستر سيتي الأول لكرة القدم، عن شعوره بالدهشة والاستياء من قرار إدارة النادي بعدم تمديد عقده الذي سينتهي بنهاية الموسم الحالي في يونيو 2025.

يُعد دي بروين، البالغ من العمر 33 عامًا، أحد الركائز الأساسية في تشكيلة “السيتيزنز” على مدار السنوات الماضية، وقد أعلن رحيله الوشيك قبل أسبوعين، تاركًا علامات استفهام حول وجهته المستقبلية في عالم كرة القدم.

وفي حديث نقلته صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، عبّر دي بروين عن استيائه قائلاً: “لم يستغرق الأمر سوى أيام قليلة لحسم كل شيء، ولم يكن ذلك السيناريو الأمثل بالنسبة لي”. وأضاف: “تزامن ذلك مع عدم وجود عائلتي في المنزل بسبب عطلة عيد الفصح، مما جعل الأمر يبدو أكثر غرابة، لكن هذه هي الحقيقة، وردود الفعل التي تلقيتها كانت للأسف متوقعة”.

امتنع النجم البلجيكي عن الخوض في تفاصيل المفاوضات، لكنه أشار إلى أن “الأساس بالنسبة لهم كان مسألة تجارية بحتة، فهم يتخذون القرارات بناءً على الجانب المالي، ويبدو أن الأموال هي المعيار الأول والأخير”. وتابع: “هذا ما تم إبلاغي به بوضوح، دون أي اعتبارات أخرى. عليّ أن أتقبل هذا الوضع، حتى لو كنت أشعر بأنني ما زلت قادرًا على تقديم الكثير للفريق. لقد تفاجأت بعض الشيء من القرار، لكن بصراحة، ليس لدي خيار سوى تقبله”.

مسيرة حافلة بالأرقام القياسية والألقاب مع مانشستر سيتي

يُعتبر كيفين دي بروين أحد أبرز اللاعبين في تاريخ مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز. فقد شارك في 416 مباراة بقميص “السيتيزنز”، تمكن خلالها من تسجيل 107 أهداف وصناعة 177 هدفًا آخر. وعلى صعيد الدوري الإنجليزي الممتاز وحده، نجح في صناعة 120 هدفًا، ليحتل المركز الثاني في قائمة أكثر اللاعبين صناعة للأهداف في تاريخ المسابقة، خلف الأسطورة الويلزية ريان جيجز.

منذ انضمامه إلى مانشستر سيتي في عام 2015 قادمًا من فولفسبورج الألماني، كان دي بروين له دور محوري في تحقيق النادي لستة ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة إلى لقب دوري أبطال أوروبا الذي طال انتظاره. وببلوغه عامه الرابع والثلاثين في يونيو المقبل، يمتلك النجم البلجيكي سجلًا حافلًا بالإنجازات الفردية والجماعية.

غموض يكتنف المستقبل وتركيز على تقديم أفضل ما تبقى

وفي ختام تصريحاته، أكد دي بروين أنه “لم يتلق أي عروض رسمية طوال العام الماضي”. وأوضح: “لقد اتخذوا القرار وأبلغوني به بشكل مباشر. كل ما أريده الآن هو الاستمرار في لعب كرة القدم وتقديم أفضل ما لدي حتى نهاية عقدي. أتطلع إلى تحديات المستقبل، لكنني لم أحسم وجهتي المقبلة حتى هذه اللحظة”.

تأثير رحيل دي بروين على مانشستر سيتي والمشهد الكروي

يُثير رحيل كيفين دي بروين عن مانشستر سيتي تساؤلات عديدة حول مستقبل الفريق وتأثير غياب هذا النجم المؤثر على الأداء العام. لا شك أن قدرات دي بروين الفنية ومهاراته في صناعة اللعب ستترك فراغًا كبيرًا في صفوف “السيتيزنز”.

في الوقت نفسه، يفتح هذا الرحيل الباب أمام العديد من الأندية الكبرى التي قد تسعى للظفر بخدمات هذا اللاعب الموهوب، الذي لا يزال يمتلك الكثير ليقدمه في عالم كرة القدم. يبقى السؤال الأهم: ما هي المحطة القادمة في مسيرة هذا النجم البلجيكي؟ وهل سيتمكن من مواصلة التألق في فريق جديد؟ الأيام القادمة ستكشف لنا المزيد من التفاصيل حول مستقبل أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم.